أخبار الرياضة

أخبار الرياضة من اليمن

٠٨-٠١-٢٠٢٥

تحبّ شاشة التلفاز رالي دكار بمشاهده المشوّقة للسيارات والدراجات النارية والشاحنات التي تشقّ طريقها عبر الرمال والكثبان الرملية الحمراء في السعودية.

لكن التلفزيون لا يعرض الصورة كاملة حيث يحوّل عدساته بعيدا عن معسكر يضمّ 3500 شخص، ست طائرات، 11 طائرة مروحية، 100 شاحنة و70 حافلة -- الآلة اللوجستية العملاقة التي تنقل مدينة صغيرة في الصحراء من مسرح إلى آخر وتبقي العرض، مجازيا، على الطريق.

وكان معسكر التخييم لرالي دكار في كامل نشاطه في الأيام الأولى من نسخة العام 2025، علما أنه يقام تحت حراسة أمنية مشددة على سهل رملي مساحته 25 هكتارا (250 ألف متر مربع) في منطقة بيشة جنوب غرب البلاد.

تدوّي المولدات ليلا ونهارا إلى جانب هياكل من القماش المشمع الأبيض بحجم حظائر طائرات. وتملأ الشاحنات خزانات المياه في نحو 200 دورة مياه ومكان للاستحمام، فيما ترشّ شاحنات أخرى المياه على الطرقات لإزالة الغبار الناجم عن المرور المستمر للمركبات.

وتهبّ العواصف الرملية الهادرة حول بحر من الخيام الصغيرة التي ينام فيها معظم سكان هذا المجتمع المتجوّل، حيث لا وجود لفنادق خمس نجوم هنا.

وتبلغ مساحة الخيمة التي تشكّل الكافيتيريا 1600 متر مربع وتقع بجوار صالة ألعاب، ملاعب رياضية، متجرين ومسرح بشاشة عملاقة.

إنه عالم صغير كامل قائم بذاته بعيدا عن المدن ويتعيّن نقله عبر المراحل الـ12 للرالي.

وقال مدير الخدمات اللوجستية لشركة أسو (ASO) غييوم كليشتش لوكالة فرانس برس "المهمة الأساسية للخدمات اللوجستية هي وضع الأشخاص والموارد في مكانها لكي تتمكن كل خدمة، عميل ومنافس من العمل وتجربة حدثهم في أفضل الظروف الممكنة".

وفي كل نسخة من رالي دكار، يتعيّن على المنظمين تأمين نحو 10 مخيمات موقتة مثل هذه تتبع المتنافسين وهم يشقون طريقهم عبر شبه الجزيرة العربية حيث تقام المنافسة منذ العام 2020.

وكل يوم تقريبا، يجب إنشاء مدينة صغيرة من الصفر وسط الرمال والحجارة.

- تكرار -

ويقول مسؤول الخدمات اللوجستية في دكار أرنو كاليستروبا "يستغرق إنشاء كل موقع نحو 10 أيام. أولا، نقوم بتسوية الأرض، ثم نقوم بتركيب الهياكل والكهرباء".

وبقدر الإمكان، يقوم خبراء الخدمات اللوجستية بما في وسعهم للوصول إلى أقصى حدّ ممكن في التجميع.

على سبيل المثال، هناك نسختان من مركز مراقبة السباق. النسخة المستخدمة في المخيم رقم واحد تذهب مباشرة إلى المخيم رقم ثلاثة، والنسخة المستخدمة في المخيم رقم اثنين تُرسل مسبقا إلى المخيم رقم أربعة، وهكذا.

وبالمثل، فإن خيمة تقديم الطعام التي ستقدم حوالي 100 ألف وجبة طوال مدة الرالي، ستكون متاحة في أربع نسخ مختلفة ستتناوب مع بعضها البعض.

وبفضل هذه التناوبات، يكون المنظمون متقدمين على السباق بمخيمين تقريبا. وتُنظّم كل منطقة بالطريقة عينها.

ويضيف كاليستروبا "وفي الوسط، توجد المنطقة الفنية وهي منطقة العمل. في الجهة المقابلة، تقع منطقة المعيشة التي يمكن للجميع الوصول إليها حيث بإمكانهم الالتقاء والتجمُّع. وحول هاتين المنطقتين الكبيرتين توجد جميع الحظائر".

والحظائر هي المكان الذي تعيش فيه الفرق. ومع ذلك، لا يمكن استنساخ كل شيء، بدءا من الناس.

ومع كل تغيير للمخيم، يُنقل 500 شخص، بما في ذلك المنظمون، الصحافة والفرق، عند الفجر بواسطة طائرات مستأجرة خصيصا لهذا الغرض حتى يكونوا عند نقطة النهاية، على بُعد عدة مئات من الكيلومترات حتى قبل بدء السباق.

أما بالنسبة لفريق الإنتاج التلفزيوني، فيجب أن يكون أفراده قد أنهوا عملهم في وقت مبكر من المساء لجمع المعدات ونقلها ليلا عبر شاحنة إلى الموقع التالي.

وهناك، يُعاد تركيبها على الفور حتى تكون جاهزة للاستعمال عندما تنطلق السيارات والدراجات في صباح اليوم التالي.

ويتطلّب هذا النطاق الهائل جيشا من الرجال والنساء: من بين 3500 شخص يتواجدون في المخيم، فإن الشركة ومختلف مقدمي الخدمات يشكلون حوالي 800 إلى 900 شخص.

لكن شيئا من هذا لن يُشاهد عبر شاشة التلفزة التي ستركز بدلا من ذلك على الرجال والنساء الذين يرمون سياراتهم بشجاعة عبر الكثبان الرملية في محاولة للفوز بالرالي.