أخبار الرياضة

أخبار الرياضة من الاردن

١٣-٠٣-٢٠٢٥

عمان  – شكل مدرب شباب العقبة رائد الداود، ومدرب مغير السرحان خالد الدبوبي حالة فريدة في مسيرة الكرة الأردنية، تتمثل في الحفاظ على منصبيهما لمدة طويلة، وسط حالة من الاستقالات والإقالات في أندية المحترفين لكرة القدم.

وغرد المدربان خارج السرب بين الأجهزة الفنية في دوري المحترفين في ظل الارتفاع الملحوظ في عدد الاستقالات والإقالات، التي باتت ظاهرة متكررة في الكرة الأردنية في كل موسم، حيث وصل عدد الأندية التي قامت بتغيير مدربيها في الموسم الحالي إلى 10 أندية حتى الآن، بعد انضمام المدير الفني للوحدات رأفت علي إلى قائمة المدربين الذين سبقوه في الإقالات والاستقالات.

وشاءت الصدفة أن يجمع بين الداود والدبوبي مسار مشابه، حيث قادا شباب العقبة ومغير السرحان للصعود من دوري الدرجة الأولى إلى دوري المحترفين، ونجحا في الحفاظ على استمراريتهما مع الفريقين منذ التأهل وحتى الموسم الحالي.

وحظي المدربان الدبوبي والداود بدعم ومساندة من إدارة الناديين والجماهير، وهو ما ساهم في استقرار الفريقين وتحقيق نتائج إيجابية، بعيدًا عن شبح الهبوط في عدة مواسم. وعلى الرغم من التراجع الفني والنتائج غير المرضية هذا الموسم، خصوصًا مع هبوط أربعة فرق إلى الدرجة الأولى، أصرت الإدارتان على استمرار المدربين في منصبيهما.

الداود صاحب الرقم القياسي

انفرد رائد الداود بالرقم القياسي كأطول مدرب بقاءً مع فريق واحد، حيث يشرف على تدريب شباب العقبة للموسم الحادي عشر على التوالي، منها سبعة مواسم في دوري المحترفين.

وتوافقت تطلعات الداود مع إدارات نادي شباب العقبة المتعاقبة منذ استلامه المهمة عام 2014، حيث بدأ بمشروع فني متكامل قاد الفريق من الدرجة الثالثة إلى المحترفين، مرورا بالدرجتين الثانية والأولى. وفي الموسم قبل الماضي، قاد الداود فريقه إلى نهائي كأس الأردن، حيث خسر اللقب أمام الوحدات بهدفين دون رد، لكنه ترك بصمة مميزة في تاريخ البطولة. كما حقق أفضل نتائجه مع الفريق في ذلك الموسم، عندما احتل المركز الخامس، بعد أن كان قد حل تاسعا في مشاركته الأولى بدوري المحترفين موسم 2017-2018.

الدبوبي: الاستمرارية رغم التحديات

أما المدرب خالد الدبوبي، فيواصل مسيرته مع مغير السرحان للموسم الرابع على التوالي، حيث قاد الفريق للصعود إلى دوري المحترفين عام 2021، ونجح في إبقائه بين الكبار للموسم الثالث على التوالي. وفي موسمه الأول، احتل مغير السرحان المركز العاشر، وفي الموسم الماضي تقدم للمركز التاسع، ويطمح هذا الموسم للحفاظ على مكانه بين أندية المحترفين، رغم الصعوبات الكبيرة التي تواجه الفرق الباحثة عن تفادي الهبوط.

 ويعد الدبوبي من المدربين الأردنيين المجتهدين الذين فرضوا أنفسهم على الساحة الكروية، ونجح في تطبيق أسلوبه الفني مع الفريق، ليظهر بمستويات مميزة رغم التحديات.  ويعد مغير السرحان من الأندية القليلة في الدوري التي حُرمت من التعاقدات، وهو ما أثّر على قدرته في تعزيز صفوفه بلاعبين محليين ومحترفين، بسبب الأزمة المالية التي يعاني منها النادي.

وأكد رئيس النادي، عبدالله السرحان، دعم الإدارة الكامل للجهاز الفني بقيادة الدبوبي، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي مر بها الفريق.

وقال في حديثه لـ”الغد”: “عملت الإدارة منذ سنوات على توفير الاستقرار الفني للفريق، ومنح الصلاحيات الكاملة للمدرب. نحن على ثقة بقدرات الجهاز الفني بقيادة خالد الدبوبي، الذي يعمل بكل إخلاص لتحقيق طموحات جماهير النادي”.

وأضاف: “الموسم الحالي من أصعب المواسم في تاريخ المسابقات الأردنية، حيث ساهمت العديد من العوامل في زيادة الأعباء على الأندية، بما في ذلك المستحقات المالية المتأخرة للاعبين والأجهزة الفنية”.

من جانبه، أكد المشجع العقباوي محمد ياسين أن الاستقرار الفني كان عاملا رئيسا في محافظة شباب العقبة على موقعه في دوري المحترفين لسنوات، وهو ما يحسب لإدارة النادي. وأشار إلى أن البداية الصعبة للفريق هذا الموسم أثرت على نتائجه ومركزه المتأخر في مرحلة الذهاب، لكن الدعم الجماهيري ورعاية الشركات ساعدا في تغيير الصورة خلال مرحلة الإياب، حيث حصد الفريق 10 نقاط في أول 5 مباريات، مما يعد مؤشرًا إيجابيًا.

وأضاف ياسين، “تعديل نظام الدوري، الذي يقضي بهبوط 4 فرق بدلاً من فريقين، سيجعل الموسم المقبل يضم 10 فرق فقط بدلاً من 12، مما يزيد من معاناة الأندية، ويتطلب تكاتف الجميع من إدارات وأجهزة فنية ولاعبين للتغلب على الصعوبات والعمل بروح الفريق الواحد”.