أخبار الرياضة وكرة القدم
موسم غامض ينتظر ريد بول وسط ترقب لنوايا فيرستابن

نجح فريق ريد بول في حسم لقب بطولة العالم للسائقين لسباقات فورمولا 1 للمرة الرابعة على التوالي مع ماكس فيرستابن العام الماضي، لكنه يدخل الموسم الجديد تحت ضغط واضح.
فقد الفريق إحدى أهم ركائزه، بعد انتقال المصمم الأسطوري أدريان نيوي إلى أستون مارتن، فيما تحوم الفرق المنافسة حول فيرستابن، كما أن أداء السيارة خلال النصف الثاني من الموسم الماضي جعلها ثالث أسرع سيارة فقط في الفورمولا 1.
إذن، ما الذي على المحك بالنسبة لريد بول مع دخوله العام الأخير من لوائح الفورمولا 1 الحالية؟
ماذا حدث لريد بل العام الماضي؟
حقق فيرستابن لقبه الرابع بفضل الفارق الكبير في النقاط الذي صنعه خلال فترة وجيزة من الهيمنة في بداية الموسم، إضافة إلى أدائه الاستثنائي طوال الموسم.
لكن، منذ السباق السادس في ميامي، لم تحافظ سيارة ريد بول على تفوقها الهائل الذي تمتعت به خلال الجولات الخمس الأولى أو حتى في الموسمين السابقين.
صحيح أن الفريق أنهى الموسم كأسرع سيارة في التجارب التأهيلية بمعدل 0.052 ثانية عن ماكلارين، لكن عند أخذ الأرقام منذ سباق ميامي، يتبين أن ماكلارين كان الأسرع بفارق 0.053 ثانية. أما في النصف الثاني من الموسم، فقد كان ماكلارين أسرع بفارق 0.142 ثانية، وحتى فيراري تفوق على ريد بول بفارق 0.008 ثانية.
لو بدأ ماكلارين الموسم بشكل أقوى، لكان تحقيق اللقب أصعب بكثير على فيرستابن.
كانت مشكلة ريد بول أن السيارة واجهت خللا أساسيا في التوازن، حيث أصبح من الصعب حل مشكلة نقص التوجيه (Understeer) في المنعطفات البطيئة من دون التسبب في زيادة التوجيه (Oversteer) في المنعطفات السريعة.
وصرح نيوي قائلا: "في المراحل الأخيرة من العام 2023، بدأت السيارة تصبح أكثر صعوبة في القيادة. ماكس كان قادرا على التعامل معها، لكن تشيكو (سيرجيو بيريز) لم يكن كذلك".
وأضاف: "هذا الأمر استمر في بداية 2024، لكن السيارة كانت ما تزال سريعة بما يكفي للتعامل معه. كان شيئا بدأت أشعر بالقلق حياله، لكن يبدو أن قلة فقط في الفريق كانوا مهتمين بالأمر. ويبدو أن فريق ريد بول، ومن دون أي انتقاد لهم، استمروا في هذا الاتجاه ربما بسبب قلة الخبرة، ما جعل المشكلة تتفاقم حتى بات حتى ماكس يجد صعوبة في القيادة".
يعتقد ريد بول أن سبب تراجعه يعود إلى عدم استغلالهم لمرونة الأجنحة الأمامية (Aero-elasticity) بالكفاءة نفسها التي فعلتها فرق ماكلارين ومرسيدس ولاحقا فيراري.
تتيح هذه التقنية للفرق بناء الأجنحة الأمامية من ألياف الكربون بطريقة تجعل العناصر تنحني إلى الأسفل عند السرعات العالية، ما يقلل من قوة الدفع السفلية وبالتالي يقلل من زيادة التوجيه، ثم تعود إلى وضعها المثالي عند السرعات البطيئة.
لكن اللوائح الجديدة لهذا الموسم قللت من مرونة الأجنحة، حيث دخلت القواعد الخاصة بالجناح الخلفي حيز التنفيذ منذ أول سباق، بينما ستطبق القواعد الجديدة على الأجنحة الأمامية بدءا من جائزة إسبانيا الكبرى في حزيران (يونيو).
والسؤال المطروح هو: هل كانت هذه هي المشكلة الوحيدة التي واجهها ريد بول؟ وهل يمكنه تعويض الفارق الذي صنعه ماكلارين وفيراري في العام الماضي والتطور الذي حققته الفرق المنافسة خلال الشتاء؟
كيف سيواجهون غياب نيوي؟
جاء رحيل نيوي في أعقاب الادعاءات التي وجهت ضد رئيس الفريق كريستيان هورنر بشأن تحرشه الجنسي وممارسته سلوكا قسريا وتحكميا تجاه إحدى الموظفات.
ورغم أن هورنر نفى هذه الادعاءات، وتمت تبرئته من خلال تحقيقين داخليين منفصلين أجرتهما ريد بول، إلا أن هذه الأزمة أثارت قلق نيوي وزادت من استيائه من الصراعات السياسية داخل الفريق الهندسي.
كان هناك خلاف حول من يتحمل الفضل الأكبر في نجاحات ريد بول الأخيرة. نيوي كان يرى أن المدير التقني بيير واشيه يسعى للحصول على الاعتراف بإنجازات لم تكن له، فيما دعم هورنر علنا واشيه. ومن وجهة نظر نيوي، فإن سيارة 2022 والمفهوم الأساسي الذي اعتمد عليه الفريق في اللوائح الحالية كانا من إبداعه.
وبما أن سيارة 2025 ستكون بالضرورة تطويرا لنسخة 2024 نظرا لقرب التغيير الكبير في اللوائح، فإن مغادرة نيوي تمنح واشيه وفريق التصميم الخاص به فرصة لإثبات أنفسهم بعيدا عن ظله.
هذه فرصة لريد بول لإثبات نقطة، لكنها قد تسير في أي من الاتجاهين.
صرح مستشار ريد بول في رياضة السيارات، هيلموت ماركو، بأن الفريق كان أبطأ في التعامل مع مشاكله في 2024 مقارنة بما كان عليه الحال لو كان نيوي ما يزال موجودًا. وإذا لم يتمكن من استعادة أفضلية السيارة، فإن ذلك سيضع ريد بول تحت الأضواء ويثير أسئلة جدية حول مستقبله.
هل يمكن أن يرحل فيرستابين؟
يزداد الضغط على ريد بول بسبب التأثير المحتمل لهذا الموسم على مستقبل فيرستابن.
يبلغ الهولندي 27 عامًا وهو مرتبط بعقد مع ريد بول حتى نهاية 2028، لكنه يتضمن شروط أداء غير معلنة قد تتيح له المغادرة إذا لم تكن السيارة تنافسية.
صرح والده، يوس فيرستابين، في 2024، أنه لم يكن سعيدا ببقاء هورنر في منصبه، محذرا من أن الفريق قد يتفكك إذا لم يغادر.
كما أن رحيل نيوي تبعه خروج مدير السباقات، جوناثان ويتلي، إلى ساوبر/أودي، ورئيس الاستراتيجيات، ويل كورتني، الذي قرر الانتقال إلى ماكلارين (رغم أنه ما يزال مرتبطًا بعقده حاليا). كل ذلك يدعم وجهة نظر يوس فيرستابن.
توترت العلاقة بين هورنر ويوس فيرستابين، رغم أن هناك نوعا من التهدئة في الوقت الحالي.
أما بالنسبة لمستقبل فيرستابن، فإن فريق مرسيدس يريد ضمه بمجرد أن تتاح الفرصة، وفقا لرئيس الفريق توتو وولف. كما يمكن أن يكون له خيار مستقبلي في أستون مارتن، حيث ينتهي عقد فرناندو ألونسو في نهاية 2026، أو في فيراري، حيث يقال إن كلا من لويس هاميلتون وشارل لوكلير لديهما نقاط خروج محتملة في عقديهما بالتوقيت نفسه.
لكن مع تغييرات اللوائح الكبيرة في 2026، قد ينتظر فيرستابن وعائلته لرؤية كيف ستتطور الأمور. ومع ذلك، إذا لم تكن ريد بول تنافسية هذا الموسم، فقد يكون الإغراء بالرحيل كبيرا.
هل يمكن أن يحسن لوسون أداء بيريز؟
قدم لام لوسون بعض العروض القوية والمثيرة للإعجاب عند عودته العام الماضي، بعد أن قرر ريد بول إسقاط دانييل ريكارديو من فريق "ريسينج بولز". ومع ذلك، في المتوسط، كان أبطأ قليلا من زميله في الفريق، يوكي تسونودا، في التصفيات.
لا شك أن ضعف أداء بيريز العام الماضي كلف الفريق كثيرا في بطولة الصانعين. فقد احتل المكسيكي المركز الأخير بين جميع السائقين في الفرق الأربعة الكبرى، ولم يتمكن من تحقيق أي منصة تتويج بعد السباق الخامس في الصين. كان ذلك عاملا رئيسيا في تراجع ريد بول إلى المركز الثالث في ترتيب الفرق خلف ماكلارين وفيراري.
لكن من الجدير بالذكر أن الفارق الزمني بين بيريز وفيرستابن في التجارب التأهيلية بلغ في المتوسط 0.4 ثانية، وهو أفضل مما حققه كل من أليكس ألبون في 2020 وبيير جاسلي في 2019 قبل أن يتم استبعادهما.
ومنذ ذلك الحين، أثبت ألبون وجاسلي جدارتهما في فرق أخرى، حيث قدم الأول أداءً مثيرًا للإعجاب مع ويليامز، بينما أثبت جاسلي نفسه في ألبين.
سيكون لوسون تحت ضغط كبير لإثبات أنه خطوة إلى الأمام مقارنة ببيريز، وإلا فإن عملية صنع القرار في إدارة ريد بول ستخضع مجددًا للتدقيق.
المصدر: جريدة الغد و موقع كل يوم
١٣-٠٣-٢٠٢٥
* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.
* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.