نتيجة مباراة مولودية الجزائر ومازيمبي في دوري أبطال إفريقيا 2025

أخبار الرياضة وكرة القدم

اضافات محدودة ومليارات مهدورة..الانتدابات «لغز» كبير في الترجي


اضافات محدودة ومليارات مهدورة..الانتدابات «لغز» كبير في الترجي

أخبار الرياضة

أخبار الرياضة من تونس

١٠-٠١-٢٠٢٥

يُقال إن الحقيقة المُرّة أفضل ألف مَرّة من الوهم المُريح. 

والحقيقة الثابتة في مركب حسان بلخوجة أن الترجي فريق ناجح ولا يكاد ينزل من منصّات التتويج سواء في كرة القدم أوكرة اليد أوالكرة الطائرة أوحتى في السباحة وبقية الرياضات الفردية. لكن هذه المكاسب والألقاب لا تحجب أبدا العيوب والشوائب التي وجب معالجتها إذا أرادت الجهات المشرفة على شيخ أنديتنا وأملها الوحيد في المسابقات القارية والعالمية أن يصعد درجات أخرى في سلّم النجاح. 

الجمهور يستشعر الخطر 

فريق كرة القدم وهو الرّكن الأهمّ والأساسي في الترجي أعاد مؤخرا فتح باب النقاشات حول مستواه الحقيقي ومدى قدرته على كسب التّحدي في موسم يرتدي فيه الفريق ثوب العَالمية، ويحلم فيه أيضا بالفوز بالكأس الإفريفية مع المحافظة على زعامته المحلية.

الهزيمة القارية الأخيرة في ضيافة فريق «مبتدىء» وبلا تاريخ وبلا جمهور وهو بيراميدز المصري أغضبت أحباء الترجي وجعلت فئة منهم يحتشدون في الحديقة ويُشعلون الأضواء الحمراء أمام المدرب واللاّعبين والهيئة من أجل تصحيح المسار وحتى يستمرّ الحلم ولا يتحوّل إلى وَهم.

الحركة الاحتجاجية داخل أسوار الحديقة «ب» كشفت أن الجماهير الترجية تشعر بأن أحلامها في خطر وهو ما جعلها تنذر الجميع و»تُوقظهم» من غفوتهم حتى يظهر الفريق مستقبلا وهو في أفضل حَالاته الفنية وحتى الذهنية خاصة أن النادي أهدر أكثر من انتصار بفعل غياب التركيز و»الفوضى» في الدقائق الأخيرة. وحصل هذا السيناريو أمام المتلوي (1  -  1) والنادي الإفريقي (2  -  2) وأخيرا ضد بيراميدز عندما كان الترجي متوفّقا بهدف البلايلي إلى غاية الدقيقة 90 قبل الانهيار في «رمشة عين» والتعرض إلى هزيمة صَادمة (2  -  1).

التعاقدات أصل الداء

بعد الخسارة الغريبة في ضافة بيراميدز، ظهرت عديد المؤاخذات للإطار الفني بقيادة الروماني «ريجيكامب» المُتهم بارتكاب أخطاء فادحة في قراءة اللعب وعدم التوفيق في التغييرات خاصة بعد اخراج العناصر المؤثرة من التشكيلة في الدقائق الأخيرة من اللقاء.

وهناك أيضا انتقادات لاذعة لعدد من اللاعبين الذين لم يقدّموا حسب فئة من الأحباء الأداء المطلوب. وفي الأثناء، هناك من يتجاوز حدود الهزيمة أمام بيراميدز ويتناول وضعية الترجي من زاوية مُغايرة ويضع الاصبع على الداء الفعلي والمسكوت عنه وهو ملف التعاقدات.

الترجي وضع «إفريقيا تحت السّيطرة» في موسمين مُتتالين (2018  و2019) ثم «قاطع» التتويجات القارية، واكتفى ببلوغ «الفينال» في مناسبة وحيدة (2024) مع حجز مكان في المونديال بفضل تصنيفه الجيّد وليس عبر التربّع على عرش الكرة الإفريقية كما جرت العَادة. 

وما بين 2019 و2025 أنجز الترجي عشرات الصّفقات المحلية والأجنبية غير أن الحصيلة في رابطة الأبطال كانت متواضعة، ولا ترتقي صَراحة إلى مستوى الانتظارات ولا تَتوافق أبدا مع حجم التضحيات المالية المُقدّمة خاصة أن تكاليف التعزيزات المُنجزة تقدّر بالمليارات. 

وحتى على الصعيد المحلي فإن الفريق توّج بالبطولة أعوام 2020 و2021 و2022 و2024 مع احراز كأس السوبر لموسم (2021 - 2022) غير أن هذه المكاسب تعتبر «صغيرة» وعادية في نظر الجمهور. كما أن المردود العام للفريق لم يكن في الحقيقة مُقنعا في جلّ المباريات. 

أسئلة حائرة 

ساد الاعتقاد أن الترجي امتلك المال والعلاقات وكل ممهّدات النجاح غير أنه خانه التوفيق في عقد الصفقات التي يمكن القول إنه غلب عليها الكم بدل أن تكون الأولوية للجودة. 

وربّما لا توجد أرقام رسمية بخصوص الأموال التي أهدرها الترجي في سوق اللاعبين غير أن بعض التقديرات (وهي قريبة للواقع) تشير إلى أن نادي «باب سويقة» بدّد ما لا يقل عن 24 مليارا على الانتدابات في الأعوام الخمسة الأخيرة.

وقد فشل الكثير من الوافدين في تقديم الاضافات المطلوبة هذا دون القيام بوقفة تأمل وتحديد الأسباب الظاهرة والخفية للفشل الجماعي للمنتدبين. والمتابع لانتدابات الترجي قد تقفز إلى ذهنه ثلاثة أسئلة كبرى وهي على النحو التالي:

1) من يُنجز الانتدابات في الفريق خاصة أن الرواية القائلة بتشريك المدرب في انتقاء اللاعبين مشكوك في صحّتها؟

2) ألم يُخفق الكثير من المنتدبين في الفريق نتيجة سوء التوظيف خاصة في ظل الاجماع حول قيمتهم الفنية (يمكن أن نستحضر في هذا الصّدد «أومارو» و»شرارة» ومزيان وبن ساحة وبوغرين وبن عياد وغشة... وغيرهم).

3) ألم يلاحظ المشرفون على الانتدابات وجود اشكال في عملية «الكاستينغ» للاعبين وحتى المدربين المتعاقد معهم في السنوات الأخيرة، وهذا ما يفرض اعادة مراجعة السياسات المتبعة والطرق المعتمدة في هذا الملف؟

نحن نسأل والجواب عند المسؤولين العارفين بأن الحقيقة مُرّة ومُوجعة لكنها أفضل ألف مرة من الوهم الذي يبيعه بعض المُحللين والمتملّقين والمُطبلين الذين لا تهمّهم مصلحة الترجي ولا أي فريق تونسي بقدر رغبتهم في التقرّب من الجماهير والمُسيرين. 

 

المصدر: جريدة الشروق التونسية و موقع كل يوم

١٠-٠١-٢٠٢٥


* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.