مالك شويخ ينتقل للبطولة الليبية

أخبار الرياضة وكرة القدم

الرِّياضي أبو شدق.. في ملعب اليرموك بين النُّزوح والطُّموح


الرِّياضي أبو شدق.. في ملعب اليرموك بين النُّزوح والطُّموح

أخبار الرياضة

أخبار الرياضة من فلسطين

١١-٠١-٢٠٢٥

لم يخطر ببال العداء الغزي مارسيل أبو شدق أن يصبح ملعب اليرموك يومًا ما مكانًا لتتويج سعيه الحثيث للحصول على درجة الماجستير، في مسعاه للدمج بين ممارسته الرياضة كموهبة ودراسة علمية. كان شعوره يومها مزيجًا من الألم والفخر، وهو ينال درجة الامتياز في دراسته العليا، في المكان الذي شهد تدريباته كعدّاء ومشاركته في بطولات عديدة.

بدأت حكاية الشاب أبو شدق مع الدراسات العليا قبل الحرب الإسرائيلية الحالية على قطاع غزة، حيث أنهى دراسة المواد الأكاديمية وأتم إعداد رسالته، ولم يتبقّ عليه سوى مناقشتها، التي كانت مقررة في العاشر من أكتوبر 2023. لكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن!

قلبت الحرب حياة مارسيل رأسًا على عقب، كما حدث مع جميع الغزيين. لم يعد بإمكانه التفكير في مسيرته الأكاديمية، خاصة خلال الأشهر الأولى من الحرب، إذ تعطلت الجامعات وانقطع التواصل بينها وبين الطلبة.

بعد مرور نحو ستة أشهر، بدأت الجامعات تستأنف العمل عن بعد، إلا أن أبو شدق لم يكن قادرًا على استكمال مسيرته الأكاديمية. فهو يعيش قرب مستشفى كمال عدوان، الذي تعرض لهجمات إسرائيلية مكثفة، حوّلت حياة السكان هناك إلى كابوس مؤلم.

أصرّ أبو شدق على البقاء في منزل عائلته، رافضًا النزوح مهما كانت الأسباب، حتى خلال الاجتياح الإسرائيلي الأخير لشمال القطاع، الذي دمّر الأخضر واليابس. لكن مع محاصرة الاحتلال للمستشفى واعتقال من فيه، وجد نفسه مضطرًا للمغادرة بعدما دُمّرت كل مقومات الحياة في منطقته من مياه وكهرباء وحتى المرافق الصحية.

يقول أبو شدق لـ "فلسطين أون لاين": "أتحمل مسؤولية عائلة كبيرة، فقد استشهد والدي في شهر مايو الماضي، واضطررت لتحمل مسؤولية ثمانية أفراد هم والدتي وإخوتي غير المتزوجين، بالإضافة إلى خمسة أفراد هم عائلة شقيقي المغترب، إلى جانب زوجتي وطفلي".

ويضيف: "منذ نحو أسبوعين نزحت إلى ملعب اليرموك، الذي شهد بداياتي الرياضية، حيث كنت عدّاءً للمسافات الطويلة ومثلت منتخب فلسطين لألعاب القوى في مسابقات عربية ودولية. اليوم أنا نازح في خيمة داخل هذا الملعب".

ورغم الحزن الذي سكن قلبه، سواء بسبب النزوح أو لحال الملعب الذي تحول من قلعة رياضية إلى مخيم للنزوح، قرر أبو شدق تجاوز معاناته، وتهيئة الظروف لمناقشة رسالة الماجستير.

في أحد أيام الحرب، وتحت وقع القصف وأزيز الرصاص، مع شعور بالغصّة لعدم تمكنه من مناقشة رسالته داخل أروقة جامعة الأقصى، وحرمانه من مشاركة بقية أفراد عائلته الذين نزحوا إلى جنوب القطاع، أتمّ أبو شدق مهمته بنجاح. حصل على درجة الماجستير بتقدير امتياز، متحديًا كل الظروف القاسية التي يعيشها.

ويأمل أبو شدق أن تساعده المؤسسات الدولية المعنية بالتعليم في تحقيق حلمه بالالتحاق ببرنامج الدكتوراه في التربية الرياضية، وهو تخصص غير متوفر في قطاع غزة.

المصدر: فلسطين أون لاين و موقع كل يوم

١١-٠١-٢٠٢٥


* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.